الدورات الحوثية الثقافية استغلال لتغير هوية المجتمع والحشد للجبهات

عدد القراءات 83

في الآونة الأخيرة كثفت مليشيا الحوثي مئات "الدورات الثقافية" في مناطق سيطرتها، حيث شملت المكاتب التنفيذية بالمحافظات والمديريات والموظفين الحكوميين في وزارة التربية بشكل خاص.

بالإضافة إلى عقال الحارات، كما أجبرت مليشيا الحوثي المعلمين في عدد من المحافظات على المشاركة في الدورات الطائفية، وتوريطهم في عمليات غسل أدمغة طلاب المدارس وتعبئتهم بالأفكار العقائدية والمذهبية؛ تمهيدا للزج بهم في جبهات القتال, كما نفذت مليشيا الحوثي دورات طائفية-بالإكراه-استهدفت الأكاديميين في الجامعات وموظفي الدوائر والمؤسسات الحكومية والغير حكومية بهدف إعادة توزيعهم في مناطقهم ضمن حملة الحشد والتعبئة التي تنفذها المليشيا.

استغلال:

يحضر هادي  ليس حرصاً على الاستفادة من المحاضرات التي تقدم فيها، أو حباً بجماعة الحوثي ومعتقداتها التي لا يؤمن بها، كما يقول لموقع الوعل اليمني، ولكن للحصول على العائد المالي، بالإضافة إلى القات المجاني الذي يقدمونه بالدورة، ووجبات الطعام السخية التي حرم منها الموظفون طيلة فترة انقطاع الرواتب، وهو ما يفعله نصر الذي يعمل مراسلاً في إحدى المؤسسات الحكومية، لكنه يختلف عن مصلح من حيث القناعة بفكر الجماعة، فهو يعود من الدورة الثقافية متحمساً، ويحاول أن يعقد حلقات توعوية لزملائه بالعمل عن فكر الحوثيين وما لقوه من حفاوة وكرم بالتعامل.

"مجاهد "ويعمل مديرا للموارد البشرية في احدى الوزارات يقول لموقع الوعل اليمني:  "أن هذه الدورات والمحاضرات هي دينية وثقافية، وأنها أصبحت اجبارية ورسمية وأن لا أحد من الموظفين يستطيع عدم الحضور ما دام وصل لمقر وظيفته في يوم انعقاد المحاضرة.

من جهتها تقول" نبيله أحمد" لموقع الوعل اليمني موظفة بمصلحةحكومية: " إن تعميما وصل لهاتفها بضرورة حضور دورة تدريبية لمدة أسبوع للموظفات، كما جاءت مشرفه حوثيه تحذرهن من عدم الحضور وستكون هنالك عواقب وخيمة.

وأكد حزام قادري موظف حكومي لموقع الوعل اليمني: " أنه وزملاءه أخذوهم لمده 12 يوما بعيدين عن أسرهم لعقد الدورة الثقافية، وأضاف: "إن من لم يحضر سيسقط اسمه من كشوفات الراتب القادمة ومن كشوفات المواصلات، رغم اننا من 20 شهرا لم نتقاضَ رواتب وحالنا أصبح يرثى له".

نشر الفكر:

الإعلامية مني صادق تقول لموقع الوعل اليمني: ما يحدث من عملية ادلجة لمختلف الشرائح والفئات وموظفي الدولة مدنيين وعسكريين هو أمر خطير، وأشار إلى أنهم "فقدوا الكثير من الغطاء الاجتماعي والسياسي الذي كان يوفره لهم الرئيس السابق علي صالح والذي كان شريكا لهم وغدروا به وقاموا بتصفيته، ولذلك لجأوا إلى مثل هذه الممارسات بحشد الجميع للادلجة والدورات الثقافية".

ولفتت " إلى أن الشعب اليمني الذي انخدع بالحوثيين "اكتشف فسادهم وعبثهم بالمال العام وفشلهم في إدارة مؤسسات الدولة، "يمنع الكثيرون أبناءهم من الالتحاق بالجبهات كمقاتلين مع المليشيا، فلجأت المليشيا ,إلى اقامة مثل هذه الدورات.

تحرص جماعة الحوثي أشد الحرص على اعطاء من يتم استقطابهم ضمن أفرادها إلى إعطائهم ما تسمى بالدورة الثقافية لفترة معينه بعدها تطلق عليهم ألقاب وأوصاف مختلفة، وبحقيقة الأمر لسيت تلك الدورات الثقافية إلا واجهة لأعمال أخرى غير ثقافية يقوم بها الحوثيون من أجل اقناع الناس للوقوف إلى جانبهم.  

فهناك عشرات القصص " لشكل الدورات التي يتم اعطاءها للأفراد منها يتم تعبئة ذاكر الهاتف بعشرات محاضرات السيد الزوامل والتي يظل اتباعهم يستمعون لها طوال الوقت، وهي ما تزيد من حماستهم بشكل كبير.

يقول أحد من حضور تلك الدورات، لموقع الوعل اليمني: تحدث فيها عن الشاي والشمة، التي يعطوها لهم في الدورات ,كذلك اقناعهم بالحديث عن الكرامات، وأنهم أولياء الله ويقاتلون مع الله، وكيف يتم استقطابهم وإدخالهم إلى تلك الدورات الثقافية.

وكان مما قاله: "في أول وصولنا وزعت لنا(الشمة)، وقالوا لنا من يتعاطاها أولا ويدمن عليها يتم تسليحه أولا، وقبلها استمعنا إلى محاضرة لأحد قياداتهم عن فوائد الشمة وكيف تجعل المقاتل قوي وتمده بالهمة وصلابة القلب، فما كان مني إلا أن قمت من بينهم وكنت أول من تعاطاها وأديت حينها صرختهم بكل صوتي الأمر الذي جعلهم ينظرون إلى أني مميز دون الآخرين ليكون تدريبي وتعليمي وجلوسي مع الكبار.

تجسس على أفراد المجتمع:

كلمه السيد هي الأساس في دوراتهم يستمعون لها ليلا ونهارا, ومنها محاضرات سريه توجه الأفراد بشكل غير مباشر للتجسس علي افراد مجتمعهم ورفع تقارير بمن يسمونهم "الدواعش والمرجفين بالمجتمع"، وفيها كذلك تخويف أن ذراعتهم في كل مكان ويعرفون كل شيء.

كما يتم توجيه تلك الدورات للشباب، وتارة لموظفي الدولة، وتارة أخرى لقوات الجيش، بعد تجميعهم بحجة صرف الرواتب، لكنهم يقتادونهم إلى أماكن تلك الدورات في معاقلهم بصعدة.   

يوكد الأكاديمي في جامعة صنعاء" ع.م" لموقع الوعل اليمني: أن ممارسات عبد الملك الحوثي تأتي في سياق استراتيجيته المذهبية الخطيرة الهادفة إلى تجفيف ثقافة الجمهورية وقيمها الحديثة من عقول الأجيال الجديدة.

وأضاف: أن أوامر عبد الملك الحوثي الأخيرة تأتي في هذا السياق وتشمل إعادة تدريب موظفي القطاع العام في المناطق التي تقع تحت سيطرته وصولاً إلى تأهيلهم على نهج ملازم أخيه حسين بما يؤدي إلى غسل عقولهم من الثقافة التي كانت تشربتها من عهد الثورة والجمهورية اليمنية وإعادة حشوها بعقيدة الملازم الطائفية السامة.