شهر رمضان: هموم تضاف إلى حياة اليمنيين بمناطق مليشيات الحوثي

عدد القراءات 72

في اليمن، يحلّ رمضان هذا العام بشكل أصعب مما كان عليه في أي وقت مضى أكثر 20 مليون شخص قد يحرموا من وجبات رمضان المفضلة، بل قد لا يكون لديهم ما يكفي من الغذاء للبقاء على قيد الحياة.

نجلاء"50 سنه أم لأربعة أطفال. تقول لموقع الوعل اليمني: "رمضان كان أفضل قبل دخول المليشيات صنعاء، يتكون الإفطار من الأرز والدجاج واللبن، أما الآن فلا يأكل أطفالي سوى الخبز والماء".

قبل حلول شهر رمضان، كانت نجلاء تجمع أكبر قدر ممكن من القمامة من الشوارع، والبلاستيك والورق وخردة الخشب، والأغصان، وتستخدمه كوقود لإشعال النار في فرنها الصغير لتخبز، إذ لم يتوفر وقود الطهو لدى أسرتها منذ أكثر من ستة أشهر.

تقول "سيحل رمضان، لا أملك سوى القليل من الطحين ة لإطعام أسرتي. لان يكون هنالك سوى الخبز لأولادي. هذه هي الوجبة الوحيدة المتوفرة لدينا هذا إذا بقي الطحين"، جارتها حُسن تضيف قائلة للوعل اليمني: "نصوم كل يوم من أيام السنة الآن. لا فرق بين شهر رمضان والأشهر الأخرى" فنحن بلاطعام يكفينا طوال العام، هكذا حياتنا.

خلو الروحانيات:

سلبت مليشيات الحوثي روحانية الشهر الفضيل بعيد حرمان مستمر للموظفين من مرتباتهم، وانعدام فرص العمل، وخسارة الخدمات، فضلا عن أساليبها المتشددة في منع صلاة التراويح بزعم أنها بدعة، فضلا عن إغلاق مكبرات الصوت أثناء أداء الصلوات الخمس.

يقول جمال الحدا" من سكان صنعاء"لموقع الوعل اليمني: إن أجواء الشهر الكريم في صنعاء، لم تعد كما كانت فقد تبدلت أحوال الناس وتغيرت أوضاعهم الاقتصادية، فعوضا عن الترحيب بالشهر الكريم، أصبح الناس منشغلين بتدبير مصاريف رمضان.

وأضاف: " مليشيات الحوثي ترفض صرف مرتبات الموظفين منذ 8 أعوام، فيما ارتفعت أسعار المواد الغذائية أضعافا مضاعفة، الأسرة التي كانت تفرح بقدوم رمضان أصبح مجيء الشهر, الفضيل همّا في توفير المبالغ المالية التي يحتاجونها لشراء احتياجات شهر الصوم.

ويمضي قائلا، "أكثر ما بات يقلق الأسر هو ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، فبدلا من أن يتقي الله عناصر مليشيات الحوثي في شهر رمضان، يفرضون على رجال الأعمال الإتاوات المالية والتي ضاعفت أسعار السلع".

لا يوجد بريق أمل:

صنعاء مع حلول شهر رمضان، تشهد حراكا مجتمعيا واسعا خاصة لدى الأسر التي تنظف المنازل وتجهزها، فيما يتولى الرجال مهمة تنظيف أزقة الأحياء السكنية والمساجد، وتعليق مصابيح الزينة أمام كل منزل، فضلا عن شراء احتياجات الشهر الفضيل، الحرب أثرت بشكلٍ كبير في هذه العادة ما تسبب بتراجع طقوسها، تقولُ الحاجّة فاطمة لموقع الوعل اليمني:" يا نفس ما تشتهي"، لم نعد قادرين على هذه العادة؛ لأنّ وضعنا لا يحتملُ مصاريف الأوضاع العادية ما بالك بالمناسبات.

"أما اليوم لا عاد معاشات، وقد الغلاء جعلنا ننشغلُ بالقوت الضروري؛ لم يعد هناك فرق بين شعبان ورمضان لدى كثير من الناس في اليمن “وتؤكد "أنّ الحرب دخول المليشيات وانعكاساتها أثرت سلبًا في هذه العادة وبريقها.

تقول إشراق العزي فنانة تشكلية لموقع الوعل اليمني: "لليمنيين طقوس وتقاليد وعادات متنوعة في استقبال رمضان، بل لكل منطقة طقوسها الخاصة، والتي للأسف كثير منها اندثر بفعل الظروف الاقتصادية التي تغيرت وتعسرت، وبخاصة في السنوات الأخيرة.

وتنوه إلى أن من الأشياء الجميلة التي اختفت مدفع رمضان، فعند أذان المغرب يضربُ المدفع من جبل نقم – شرق صنعاء، فيسمعُ أهالي المدينة صوته، ويبدأون بالإفطار، وكذلك عند (أذان الفجر) عند الإمساك، بالإضافة إلى استقبال عيد الفطر ببعض الطلقات النارية من تلك المدافع العثمانية، والتي ما زالت موجودة، وتستخدمُ مع استخدام مكبرات صوت الأذان ,لقد اختفت كثير من طقوس استقبال شهر رمضان في صنعاء بفعل عوامل كثيرة من بينها الحرب التي كان لها تأثيرها في ما تبقى من طقوس يمنية في استقبال الشهر الفضيل.

هموم كبيرة:

يقول المواطن هلال قاسم لموقع الوعل اليمني: "دخلنا العام الثامن على التوالي من الحرب، ويدخل أيضاً علينا الشهر الكريم للمرة الثامنة ونحن نعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة، وأضاف: "لكن هذه المرة كان حلول رمضان الأشد علينا، حيث يعيش الناس في بطالة كبيرة، ولا يملكون المال لشراء حاجيات الشهر، غير القلة القليلة من المواطنين والذين يعتمدون بشكل كبير على عائدات المغتربين.

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة العام الماضي 2022أن أكثر من 25.5 مليون يمني باتوا يعيشون تحت خط الفقر، جراء تداعيات الحرب المستمرة منذ أكثر من سبع سنوات، وأوضحت المنظمة، في تغريده عبر "تويتر"، أن "سبع سنوات من حرب اليمن جعلت 25.5 مليون شخص يعيشون تحت خط الفقر"، من أصل 30 مليونا إجمالي السكان.