2023/03/15
ميليشيات الحوثي تستغل الجهل والأميه للحشد والقتال في الجبهات

يوما بعد يوم تزداد معارك جماعة الحوثي ضد الشعب اليمني شراسة وتزداد معها حاجته للمزيد من المقاتلين الذين يعتبرهم وقودا يضمن له استمرارية تلك الحرب، "ع ن" ٣٥ سنة، طبيب جراح منشق عن جماعة الحوثي التحق بالجماعة صيف ٢٠١٦ وذهب للقتال في مارب والبيضاء ونجران إلى جانب جماعة الحوثي، لكنه فضل العودة إلى المنزل والانشقاق عن الجماعة بعد اصابته في احدى معارك الحدود، حاملا معه تجربة مريرة حدثنا عنها قائلا لموقع الوعل اليمني:" جماعة الحوثي تعتمد بالدرجة الأولى على الجهل والأمية وتحاول أن تقضي على العلم والتعليم في كل مكان تصل إليه يدها.

في احدى المحاضرات للخاصة لعبد الملك الحوثي، والتي يتم عرضها على المقاتلين في الجبهات ولا تعرض في التلفزيون، قال عبد الملك بالحرف الواحد: حاربوا التعليم عدونا الأول هم المتعلمين الذين سلختهم عن حبنا ال البيت والولاء لنا، وأضاف" شككوا في العلوم وفي التاريخ، ضيقوا على الطلاب في الجامعات، أعيدو الناس الى زمن الكتاتيب والمعلامات، لن يطيعنا الا رجل زهد في كل العلوم سوى علوم أهل البيت" والله قال لنا هكذا بالحرف الواحد، وعندما كان عبد الملك يتحدث كان الحاضرون ينظرون الي لدرجة أنى شعرت بالخجل لكوني متعلم، العلم عند الحوثيين فضيحة وجريمة والمتعلم بينهم يشعر بالخجل".

فوبيا العلم:

ويواصل الطبيب المنشق حديثه لموقع الوعل اليمني قائلا: "في احد الأيام عرضت على المشرف حقنا والذي كان يدعى ابو جواد، أن أدعو زملائي للانضمام الى الجماعة فقال لي زملائك الدكاترة؟ قلت نعم، فقال بسخرية: الدكاترة ما هم مع الله ما نشتيش دكاترة نشتي زنجبيل بغباره (يقصد شخص جاهل على الفطرة).

وفي احد المرات قرأت صورة مذكرة من المجلس السياسي موقعة باسم صالح الصماد إلى المدعو يوسف الفيشي يدعوه فيها للتركيز على الحشد من أبناء القبائل النائية والأميين وصغار السن والابتعاد عن التحشيد من المناطق الوسطى مثل إب وتعز لان أصحاب الشهادات غير مأمونين، حسبما قرات في المذكرة، وهذا سبب حقدهم على تلك المناطق حتى الهاشميين من ابناء تلك المحافظات يعتبرونهم درجة ثانية وليس لهم من الحقوق والامتيازات ما لغيرهم من الهاشميين، وعندما أصابتني الشظايا كان المشرف يضحك قائلا انت دكتور عالج روحك"!!

بحث ميداني:

ويمضي الدكتور، الذي اشترط عدم ذكر اسمه نهائيا، قائلا:" في ٢٠٢٠ واثناء ما كنت متواجدا في صنعاء قررت عمل بحث مصغر عن نسبة المتعلمين في صفوف الحوثيين، وقمت أنا وصديقي باختيار ٣٠٠ شخص عشوائيا من جبهات الحدود ومأرب والجوف والحديدة، ووجدت أن من بين ال٣٠٠ شخص، شخص واحد حاصل على الشهادة الجامعية  و٣٢ شخص معهم شهادة ثانوية عامة،  و١٨ شخص معهم شهادة تاسع، والبقية أميين بدون شهادات، وليست هذه المشكلة، المشكلة أن الذين بدون شهادات هم أصحاب النفوذ والامتيازات وهم من يقود المقاتلين المتعلمين، لا تصدق إذا شئت ولكن هذه هي الحقيقة"!!

الوسط الملائم:

ويعلق الدكتور فوزي العبسي أستاذ علم الاجتماع في جامعة الحكمة بتعز، أن "المجتمعات الأمية تمثل كنزا ثمينا  للجماعات الإرهابية ووسطا ملائما لنموها وانتشارها، وذلك بسبب أن العقل المسير للجماعة كقطعان المواشي يستخدم ملف الدين للتجييش والحشد في سبيل الدفاع عن الدين والوطن والعقيدة وكثيرا ما يستخدم مصطلحات العرض والشرف، وهي مبررات لن يقبلها من لديه نسبة معقولة من التعليم وسيرفضها ويسخر منها.

لكنها عند صغار السن والأميين البسطاء  أمور مقدسة يكفي الاقتراب منها لإشعال فتيل الحماس، وذلك ما نشاهده عند بعض أبناء القبائل النائية الذين يتسابقون للموت، وهم يعتقدون بانهم ذاهبون للدفاع عن الدين ضد اليهود الطامعين في احتلال بلدهم غير مدركين بانهم يقدمون أكبر خدمة للمشروع الفارسي الساعي منذ عقود لاحتلال اليمن.

_PRINT_FROM - رابط الخبر: https://alwaalalyemeni.com/news1390.html